Monday, November 2, 2009

هل يقرأ المسؤول؟

إن كثرة الحديث عن تردي الأوضاع التعليمية بشكل خاص، والمعيشية بشكل عام، قد أخذت حيزا كبيرا من صفحات سيريانيوز. إلا أن، وكما يقول جبران، الشجرة التي تنمو في العتمة، لا تعطي ثمرا. وإذا كان مسؤولوا البلد، غافلين عما يكتب في صفحات سيريانيوز، فعلى الأقل، وجب عليهم الاطلاع على ما يكتب خارج سيريانيوز.
وهنا، أقصد تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية. فبعد أن أصدرت الأمم المتحدة تقريرها، قامت جهات عربية، برئاسة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بإعداد دراسة حيادية، تحت إشراف الأمم المتحدة، خاصة بالدول العربية. وكم كنت أتمنى أن تظهر ردود فعل سورية على هذه الدراسة كونها معمقة وشاملة.
كوني أعشق الجداول والأرقام، قمت بالقفز إلى نهاية التقرير المكون من 300 صفحة، لأبحث عن الجداول والأرقام التي تشبع شغفي الإحصائي..
إليكم بعضا من النتائج التي ظهرت في هذا التقرير:
أولا، يبلغ معدل الأمية للبالغين (فوق 15 عاما) 17,5% وهو رقم مرتفع إذا ما قورن بالدول التي حازت على المراكز الأولى الكويت، الأردن، فلسطين، الإمارات،قطر، البحرين، السعودية وثم ليبيا.
تتشابه سوريا مع معظم الدول العربية من الناحية السياسية الداخلية، حيث أن الجميع دون الصفرمن ناحية حرية التعبير، بينما من ناحية السيطرة على الفساد فإن سوريا تقع في المراتب الثلاث الأخيرة متجاورة مع كل من السودان، الصومال والعراق (شيء مؤسف). نفس الموقع احتلته سوريا من حيث حرية الصحافة.
الأكثر خجلا، هو التعليم العالي، حيث لدينا معدل الالتحاق بالتعليم العالي متدن (15%) نتفوق فيه على كل من جزر القمر، جيبوتي، السودان، المغرب، موريتانيا واليمن. المستوى التعليمي بشكل عام في سوريا يجعلها في الدرجة التاسعة بين نظيراتها العرب، بينما لا توجد لدينا (حسب التقرير) في سوريا أرقام عن نسبة الميزانية المخصصة للتعليم من قبل الدولة.
ينص التقرير، على أن تقنية المعلومات، هي داعم أساسي لتطوير البنية التعليمية (حكومتنا أطال الله عمرها تؤكد ذلك أيضا) فإن الأرقام لا تؤكد ما تدعيه الحكومة.. عدد الحواسيب لكل ألف شخص في سوريا 40 وهو ما يجعلنا نتذيل القائمة من جديد مع كل من جيبوتي موريتانيا، المغرب، مصر والجزائر. أما (حدث ولا حرج) فإننا نتطابق مع الإمارات من حيث كلفة استخدام الإنترنت، إلا أننا نتخلف عنها كثيرا من حيث عرض حزمة الإتصال، حيث يبلغ عرض الحزمة في كل من الإمارات وقطر 900 بت أما في سوريا فهو الأسوء عربيا بعد اليمن حيث يبلغ (0,9 بت) حيث لا يوجد أي دولة عربية يبلغ فيها عرض الحزمة رقما تحت الواحد!!!
وضع التمنية البشرية مزر، غذا ما قورن ببعض الدول العربية، ومبك إذا ما قورن بكثير من دول العالم. أتمنى من الحكومة (أطال الله عمرها مرة تانية) أن تنظر إلى هذه الأرقام بعين حزينة، وتقول: هممممم لازم نتصرف
لمزيد من المعلومات، يمكنكم تحميل التقرير بالكامل باللغة العربية من الموقع http://www.mbrfoundation.ae/English/Documents/AKR2009-Ar/AKR-Ar.pdf حيث تجدون الجداول في نهاية التقرير.

Monday, October 5, 2009

خبر جديد!!


على الصفحة الأولى من موقع سيريانيوز جاء الخبر التالي في خانة خبر جديد:
قال محافظ مصرف سورية المركزي اديب ميالة ان "ما يحدث في السوق المصرفية العالمية وافلاس العديد من المصارف نتيجة للازمة المالية لم يجد صدى سلبيا له في السوق السورية بسبب الاستقرار السياسي والبيئة الاقتصادية في سورية"






الجملة أعلاه مقسمة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: "ما يحدث في السوق المصرفية العالمية وافلاس العديد من المصارف نتيجة للازمة المالية" وهو صحيح مئة بالمئة.
القسم الثاني: "لم يجد صدى سلبيا له في السوق السورية" وهو صحيح نوعا ما ولكن غير دقيق، فكثير من تجار الأقمشة والخيط الذين يصدرون بضائعهم بشكل رئيسي للخارج قد تأثروا بالأزمة المالية... ولكن بالفعل يعتبر التأثر سطحيا
القسم الثالث: "بسبب الاستقرار السياسي والبيئة الاقتصادية في سورية "هذا القسم مضحك
الاستقرارالسياسي في سوريا، يشبه الاستقرار العائلي في مسلسل باب الحارة!! إلى من لم يشاد تلك الحلقة.. في صباحية عرسو لمعتز (ابن أبو عصام) تجلس أم عصام مع العروس الجديدة، لتنصحها كيف تجعل الزواج ناجحا فتقول (اسمعوا الدرر): شوفي يا بنتي، الأساس بالزواج التفاهم، وأهم شي إنو يكون التنين متفاهمين (يا سلام على هالكلام). ثم تتابع أم عصام: يعني، شو ما بيقلك معتز، بتقليلو حاضر ابن عمي، وما بترفضيلو طلب!!




هذا بالضبط.... ما يقصده السيد ميالة بقوله (الاستقرار السياسي) فهناك استقرار سياسي مطابق تماما للاستقرار الذي يراه السيد معتز من زوجته التي "شو ما قال بتقلو حاضر ابن عمي"

أما عن البيئة الاقتصادية في سوريا، فوالله فكرتو عم يحكي عن دبي!! بيئة اقتصادية!!! إذا كانت ينقص البلد كهرباء، وماء، وإنترنت، وتكنولوجيا، وطرقات، وأمن وتسهيلات (ما عدا الفساد طبعا) فعن أي بيئة تتكلم!!! وأي مستثمر هذا الذي سيجد في سوريا بيئة اقتصادية؟؟
السيد ميالة يتجاهل، أن السبب الرئيسي لكون سوريا غير متأثرة بالأزمة الاقتصادية، هو أن سوريا خارج الركب أساسا... فكلمة أزمة اقتصادية عالمية، لا تشمل سوريا على الإطلاق، فنحن خارج الـ (عالمية) تلك!! ألسنا نشتم العولمة كل يوم صباح مساء ونلعن النظام الاقتصادي العالمي؟! إذا لم لا يتجرأ السيد ميالة ويقولها... نحن بخير لأننا أصلا خارج النظام العالمي!! وهكذا اتكون الجملة إياها صحيحة...

Friday, June 26, 2009

الفضائية السورية... برنامج للشباب رأي


لن أتكلم عن متعة مشاهدة الفضائية السورية بشكل عام، ولكن يهمني برنامج واحد شاهدته البارحة، تتكلم فيه المذيعة المحترمة (والتي تلبس طقم من بنطال وقميص وجاكيت بيج) مع مجموعة من الشباب عن رأيهم في الموضة وفي اللباس الحديث
المبكي أن أحد الشباب كان يتحدث (وهو يلبس بنطال جينز وقميص أبيض وأصفر وعليه رقم كبير بالأزرق مثل ثياب لاعبي الركبي) عن الغزو الثقافي


أتحفنا المتحدث إياه عن دور التاجر في التوجه نحو اللباس الغربي، وكون التاجر لا يعرض سوى المنتج الغربي - يقصد الغربي تصميما وليس إنتاجا - فإننا نضطر إلى لبس ما هو موجود... ولو أن التاجر يعرض لباس عربي لكنا لبسناه
كم تمنيت أن أدخل داخل التلفزيون، وأمسك هذا المتحدث من رأسه وأصرخ في أذنه: لمَ لا تذهب إلى سوق الحميدية وتشتريلك شروال وطربوش وتمشي فيهون بالشارع؟



وأثنت المذيعة - المحترمة التي تلبس بنطال وووو - على رأيه، وأكدت أن اللباس الغربي بات يغزونا؟! وأكدت (هون النكتة) على أن اللباس ابن بيئته، وأعطت مثال (كتير حلو) أن اللباس الخليجي مثلا، هو بالفعل أنسب لباس للبيئة التي جاء منها!!
طبعا تقصد المذيعة (وكما علمونا في دروس الجغرافية) اللباس المتمثل في الكلابية البيضاء، والشماغ الأبيض أو الأحمر والعقال. طبعا هذا الزي مناسب في أوقات الحر والقيظ فعلا... ولكن ماذا عن المستورة المرأة في اللباس الخليجي في القيظ والحر؟! هي تلبس الأسود من ساسها لراسها، وهذا إجرام، ولا يناسب البيئة ولا من يحزنون!!! وتنسى المذيعة أيضا أن الجو في الخليج بات مفعما بالمكيفات، بحيث أنك لا تحتاج لأي نوع من اللباس إلا ما تهوى أنت أن تلبس.... على مزاجك يعني

تابع الضيف الكريم (صاحب بنطال الجينز والقميص وووو): علينا جميعا أن نعرف أن الأمم المتطورة لم تصل إلى ما هي عليه إلا لأنها تمسكت بعاداتها وتقاليدها...
هذه المرة لم أتمنى أن أدخل داخل التلفزيون، بل أطفئته!!!

لا أدري، هل يجد المتحدث أن الناس في فرنسا ، يلبسون البنطلون القصير، والذي يدخل الجراب فيه إلى منتصف الركبة؟ مع شعر طويل إلى الخصر؟!

هل الرجال في اسكتلندا يلبسون التنانير القصيرة، أم أن الناس في اليونان يلبسون ثوبا طويلا مكشوف الكتف تشبها بأسلافهم الإغريق؟ هل فعلا يعتقد شبابنا اليوم، أن الأمم المتطورة، قد وصلت إلى ما هي عليه لأنها متمسكة بعاداتها وتقاليدها؟! هل فعلا، اللباس هو مشكلة تحد من تطورنا؟! إن كان يعتقد أحدكم هذا، فليخلع بنطاله الجينز، وليلبس الشروال ويمشي في الشارع... وسنجده بعد فترة (بإذن الله) قد أصبح من أهم العلماء والمفكرين لأنه اتبع نهج الأولين!!

إن ربط أمور غير مترابطة، هو أسلوب تقليدي يتبعه الشموليون (بكل أطيافهم سواء كانوا دينيين أو شيوعيين أو غيرو...) فلبس البنطال مثلا هو سبب فشلنا، أو أن عدم الصلاة في المواعيد المحددة هو سبب بؤس وشقاء الأمة!! أو كما فعل الشيوعين سابقا، اعتقدوا أن ذهاب الناس إلى الكنيسة سيؤدي لانهيار التقدم والتطور في روسيا.

إن ما لم يفهمه الشموليون، هو أن تطوير الفرد بالعلم، والمعرفة، والمال، والرحة النفسية، هو سبب تطور الشعوب... إن اعتماد البحث والتجربة والفشل وتكرار التجربة مع تحسين ظروفها هو ما علم الناس كيف تصل إلى مبتغاها... لا يوجد كتاب للنجاح، إن النجاح يأت بالتجربة والتعلم والعمل، إن جرب أحدكم لبس الشروال ورأى فعلا بأن قدراته العقلية بدأت تتحسن، فعليه أن يتحدث بالفعل عن هذه التجربة الناجحة

لم يتطور الغرب (وحتى الشرق الذي ننساه دائما) لمجرد أنهم حافظوا على لباسهم، ولا على عقائدهم، ولا على إرث الأولين... إن الدافع الوحيد لعجلة التطور، هو الفرد، بأن يتعلم، بأن يعمل، بأن تكون له حرية الاختيار في عمله، وطريقة حياته، وشريك حياته... هي في أن نشعر بأننا نعيش كما نرغب... كبشر

Wednesday, June 17, 2009

إلى رئيس تحرير سيريانيوز

عزيزي رئيس تحرير سيريانيوز

أليس من الغريب أن سيريانيوز لم تنشر أي خبر عن الانتخابات الإيرانية بعد... هل هناك خوف رسمي من وجود ثورة في بلد ديكتاتوري متخلف صديق مثل إيران؟ هل أنتم خائفون على أحمدي نجاد لدرجة أنكم تخفون أخبار الثورة الوشيكة ضده؟ ألستم تعتمدون الحياد؟ أين الخبر؟؟؟ ولو مجرد خبر يا عزيزي... أعتقد أنكم بالفعل كما تم وصفكم... صحيفة ناطقة باسم رغبات الحكومة بصورة أكثر حضارية من الإعلام السوري التقليدي...



أن دفن الرؤوس في التراب هو عادة معيبة، ولئن كنتم تتجنبون الكلام في المحظور خوفا على مؤسستكم من التصفية، فإن نشركم لخبر عن المظاهرات المتقدة في شوارع إيران، ليس فيه مساس لا بجلالة الحاكم تعالى، ولا حتى بهيبة الدولة، ولا حتى يعتبر مناهضة للاشتراكية




ولكن سبب امتناعكم عن نشر مثل هذه الأخبار معروف.. (بدك تسألني ليش)
الثورة، كما البضائع، يتم استيرادها وتصديرها... هل يخفى عليك أن الثورة الفرنسية تم تصديرها إلى كامل أوروبا؟ أو أن الثورة الكوبية تم تصديرها إلى كافة أمريكا اللاتينية، لا بل حتى الثورة الإسلامية الإيرانية سيئة الذكر، أليست أحد أهم أسباب "الصحوة" الدينية في العالم العربي، لا بل في العالم أجمع؟! إن خوفكم (كديكتاتوريات) من هذه الثورة مبرر، فأصدقائكم الديكتاتوريون، مهددون، وأنتم معهم تخافون أن تخسروا الدعم... ولكن مهلا!!!! مالي أخاطبك وكأنك عضو حزب سياسي؟! وكأنك تمثل حركة سياسية؟! ألست رئيس تحرير؟! لماذا أشعر أنك لا تقف على الحياد مطلقا؟! لمَ أشعر أنك جزء من منظومة التخلف السورية؟ ولست إلا لبنة أخرى من لبنات هذه المقبرة التي تدفننا يوما بعد يوم تحت الرماد... تحت الحضارة بعيدا عن كل ما بلغه العالم...



هل أنتم مهددون بإغلاق موقعكم إذا نطقتم بحرف واحد عن إيران؟! ألهذه الدرجة نحن نعبد إيران؟ ألم يكن من الميسور الحديث وبكل سهولة عن فتح، مبارك، العاهل السعودي، الأردني، الليبي... ولكن ماذا جرى؟ إيران خط أحمر؟! هل زاد عدد المنزهين عن الخطأ واحدا... فبعد أن اعتدنا على عبادة شخص واحد (وهو الحاكم بأمر البعث جل جلاله)جائنا حسن نصرلله، وبلغ سدرة المنتهى، فأصبح مقدسا لا يعلوا صوت فوق صوته، ثم جاء اسماعيل هنية، والآن... اليوم يصبح أحمدي نجاد أحد الشخصيات التي لا يجوز لنا كسوريين المساس بقداسته...


شكرا سيريانيوز... شكرا من القلب


مع تحياتي

التعبان

* مناهضة الاشتراكية، هي تهمة، ذهب ضحيتها آلاف المثقفين السوريين، فكلما نطق أحدهم (أيام المرحوم الخالد) عن سوء الأوضاع المعيشية، تم إرساله إلى (بيت خالته) بتهمة مناهضة الاشتراكية... المضحك المبكي في هذا الأمر هو أن معلمنا الحالي (حفظته الآلهة) قرر إلغاء الاشتراكية... ولكن رغم ذلك، فهو لم يحاكم بتهمة "مناهضة الاشتراكية" أتسائل أحيانا، هل تم إلغاء هذه المادة من القانون السوري، أم أنها لم تكن موجودة أصلا؟!

Wednesday, April 29, 2009

أيهما أكثر (عدلا) الدين أم القانون؟!


لا يخفى على أحد أن إيجاد وحدات للقياس كالمتر والغرام، هو أساس للبحث العلمي. والاتفاق على هذه الوحدات قبل البدء بالتجربة، هو شرط اساسي لبدئها، فلا يعقل أن أقول عن طاولة بطول 3 أقدام أنها أقصر من نظيرتها ذات الخمس سنتيمترات!
كيف نقيس الأخلاق التي يمررها كل من الدين ودعاته، والأخلاق التي يفرضها القانون رغم أنه لا يعمد إلى الأخلاق في نصوصه؟
لنرى:
أولا: الأطفال
في الدين: لا يرى الدين )أيا كان الدين) أي مانع (شرعي) من أن يتم تزويج الأطفال بأي سن كانت طالما كان هناك قبول من الطرفين. ربما يجد بعض الشيوخ والكهنة أن تزويج الأطفال أمر مرفوض، ولكن لا يوجد هناك نص متفق عليه بينهم على منع تزويج الأطفال. طبعا قد يقول البعض (ولكنه لا يقدر أن يدخل بها قبل سن التاسعة) ولكن هذا الكلام أقل ما يقال عنه أنه مضحك... فالزواج ليس متعلقا بالإيلاج، بل هو أكبر من ذلك بكثير. والظلم الواقع على الطفلة – أو الطفل – في هذه الحالة ليس متعلقا بالاغتصاب الشرعي فحسب، بل بالقضاء على فكرة الطفولة بحد ذاتها. فالدين يبيح اغتصاب الأطفال جسديا ونفسيا بمسوغات شرعية.
في القانون: كل من لم يتجاوز سن الرشد (18 سنة في أغلب دول العالم) لا يحق له التوقيع على أي عقد (زواج أو غيره) كونه غير راشد وغير مسؤول. لا بل من الأساس، هو في سن لا يطلب منه أن يكون مسؤولا، بل ولي أمره هو المسؤول عنه، عن تعليمه، وعن تأهيله لدخول الحياة العملية.
طبعا، سيقول قائل: ولكن هناك الكثير ممن تجاوزوا سن الرشد وهم ليسوا براشدين، وهناك من لم يتجاوزوا السن وهم بالفعل راشدون... ولكن نقول: القوانين توضع لتناسب أغلبية الناس، وليس الحالات الشاذة.
في هجومنا على الغرب نقول، إن بناته يمارسن الجنس دونما رقيب!!! ونقولها بلاخجل، متناسين أن بناتنا يقع عليهم الاغتصاب... بوجود الرقيب!!! أيما أكثر (عدلا) أن تمارس فتاة (ناضجة) الجنس برغبة منها مع من تريد، أم أن تمارس (طفلة) الجنس مع من هو بعمر أبيها – لا بل جدها – دون أن تعلم ما هو الجنس أصلا!!
ثانيا الحكم:
في الدين: كما هو الحال في كل الأديان، فإن السلطة الممنوحة للحاكم كانت تنزل من السماء، منذ أيام الخلفاء، حيث كانت السلطة محصورة بالقرشيين، ومنذ أيام ملوك أوروبا حيث كان الحكم ينتقل من الأب لابنه كونهم عائلة مقدسة ذات دم (ملكي) موافق عليهم من البابا. هل هناك ما يتعلق بطريق اختيار الحاكم؟ لا، فهو الأوحد المخلص البطل المغوار قاهر الأشرار، منفذ تعاليم الخالق على الأرض. ولا علاقة للشعب بطريقة اختياره. الحاكم كان مالكا للدولة والشعب يأمر وينهي. فالدين يمنح الحق للحاكم أن يفعل ما يشاء ولا يوجد نص واضح يعاقبه على أخطاءه، بل يجب علينا طاعته كون السلطة ممنوحة له من السماء!!

في القانون: يتم اختيار الحاكم حسب رغبة الشعب. فهو في النهاية موظف عند الشعب!! طبعا هو موظف ذو سلطة شبه مطلقة، إلا أن الشعب – بأغلبيته – منحه هذه السلطة.
طبعا، يرد المتدينون بقولهم: ماذا لو كان هذا الحاكم المنتخب ظالماً؟ فنقول: إن القوانين الوضعية – بطبيعتها – قابلة للتغيير – بعكس نظيرتها الإلهية. وهذا التغيير قد طور القانون في معظم دول العالم، فجعل مدة انتخاب الحاكم لا تتجاوز دورتين انتخابيتين. وبهذا، وحتى لو كان ظالما، لا مفر له من العودة إلى بيته في نهاية فترة الحكم الثانية، وغير المأسوف عليه جورج بوش هو خير مثال على مرونة القانون الوضعي.
ثالثا تنظيم الأسرة:
في الدين: لم يسن الدين أي قانون ينظم الأسرة، إلا بعض المواعظ الحسنة عن معاملة الأزواج لبعضهم. بل سمح الدين الإسلامي للرجل بتطليق المرأة (أيا كانت الأسباب والظروف) ومنع المرأة من التطليق (إلا بأمر من القاضي الشرعي). كما سهل للرجل تعدد الزوجات فتشعر المرأة أنها دائما تحت التهديد، ونصح الرجل بالإكثار من الأولاد. أما الدين المسيحي، فمنع الطلاق من أساسه وأجبر الزوجين على متابعة حياتهم الكئيبة أيا كانت حالتها. لا بل وألصق بالرجل المتزوج من مطلقة تهمة الزنا!

في القانون: قد لا يكون القانون متعاطفا مع أحد، إلا أنه قانون، وصارم وواضح! في الزواج الرجل والمرأة متساويان في الحقوق. (ركزولي على كلمة في الحقوق قبل ما تحكوا عن الاختلافات الجسدية والهرمونية وتبلشو تحكو عن رفضكم لعمل المرأة في مقالع الحجارة) يحق للرجل وللمرأة قانونا أن يطلقا، ولكن لهذا الطلاق تبعات: بداية، يتقاسم الرجل والمرأة الثروة و الممتلكات التي اكتسباها سوية أثناء فترة الزواج. فليس هناك مؤخر صداق – بعشر ليرات – بعد 30 سنة حيث ال10 ليرات لا تساوي نكلة! ولا يجرؤ الرجل – أو حتى المرأة – على التطليق خبط عشواء. فالمصيبة كبيرة، وعلى الطرفين البحث عن حل. كما أنه لا يستطيع القانون إجبارهم على العيش مع بعض – غصبا عنهم – كما هي الحال في الدين المسيحي.أما بالنسبة للإنجاب، فحدث ولا حرج، الدين لا يعبأ بعدد الأولاد الذين يعملون ببيع العلكة، أو الشحادين، أو حتى النشالين. ويضطر بذلك المواطن المسكين ( والذي لا يقدر أن يستعمل الواقيات الذكرية أو الحبوب) على الإنجاب!! بينما لا يجد القانون حرجا من الحرية الجنسية بين الرجل وزوجته! فهم في النهاية متزوجين، ومن غير المعقول أن كل ممارسة جنسية يعقبها إنجاب... وجدي الذي استطاع أن يربي 14 ولد وبنت، أيامه ولت، وأنا بالكاد أستطيع أن أتكفل بمصاريفي أنا وزوجتي وولد صغير.
إن القوانين – المسماة إلهية – لا تعبأ بما يصيب البشر من مصائب... فالفتاة المغتصبة شرعا، من واجبها الطاعة ولا يكترث الإله مطلقا إن كانت تفتقد طفولتها وألعابها... فهي زوجة وعليها تأدية (الواجب الذي خلقت من أجله) على حد تعبيرهم.
إن القوانين التي وضعها الإنسان (وإن كانت لا تكترث للعواطف) إلا أنها تعنى بحماية الإنسان من الاغتصاب، جسديا، فكريا، ماليا وإنسانيا وهي أكثر عدلا وقابلية للتطور من نظيرتها الدينية... فمن أدرى با حتياجات الإنسان؟ أهو ذلك الكائن الوهمي الجالس فوق جبل الأولمب؟ أم وحش السباغيتي الطائر؟ أم الإنسان نفسه؟

تحية

Friday, January 30, 2009

النصر الإلهي





في هذه الأوقات المضطربة، حيث تعصف بالعالم الأزمة الاقتصادية، حرب غزة، الحرب على العراق، تنصيب قيادة جديدة في الولايات المتحدة... يكثر اختلاف الآراء... لم أعد احتمل أحادية الرؤية التي نتميز بها نحن الشعوب العربية.



فمن دعاة القومية البعثيين، إلى الأخوان والسلفيين إلى المتساهلين بحق الإنسانية، أجد نفسي مضطرا للتعبير... كل من سبق ذكرهم، وجوه لعملة واحدة... وهي الاستبداد.



لا أدري إن كان ما يقوله صديقي محمد صحيحا، من أننا نختلف جينيا عن باقي شعوب العالم، وهذا ما يجعلنا متخلفين. وأن السبب الجيني لا يمكن حله، وأننا سنبقى هكذا... لدي إيمان راسخ بأن الإنسان (وهو الإله على هذه الأرض) قادر على فعل المستحيل، متجاوزاً القيود الجينية. وذلك بالعمل والتعلم والجهد وتفتيح الدماااااااغ.


ما ينقصنا بالفعل هو الدماغ، أو بصورة أدق، استخدام الدماغ... وإليكم بعض أوجه إغلاق الدماغ التي أراها تتوهج أمامي من شدة وضوحها، بينما تخفى على معظم بني جلدتي من العرب



أولاً: فضيحة حماس في غزة: يصر الجميع على اعتبار المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني انتصارا؟؟ لماذا؟ لأن هنية لم يمت هو وأتباعه... لم أسمع أحدا من قبل اعتبر مجزرة صبرا وشاتيلا نصراً، ولا أي من المجازر التي ارتكبتها اسرائيل على مر تاريخها، تم تسجيله على أنه نصر... يا جماعة، هذه مجزرة ارتكبها جيش مسلح بحق شعب أعزل... أين الانتصار؟







ثانياً: وقاحة حماس في غزة: منذ الرصاصة الأولى، توجهت أصابع الاتهام إلى كل من مصر والسعودية وانتشر كلاب الأخوان والجهاديين على صفحات الانترنت في حملة جهاد إلكتروني ضد مصر والسعودية (نسيوا كل مشاكلهون الحقيقية وتوجهوا إلى طواحين الهواء كالعادة) مدعين أنهم السبب فيما حدث للفلسطينيين في غزة. ثم – وبكل وقاحة – مدت السعودية يد المعونة (وهي ليست بصعبة على دولة نائمة على مليارات) إلى يد الشحادة حماس، والتي لم تعلن أي رفض لهذه المعونات!!!! أقل ما يوصف به مسؤولوا حماس أنهم حشرات. لأنه وحده الحشرة، هو الذي يرضى أن يقبض فلوس من من يعتبره خائن... أليس كذلك؟ ألم يعتبروا كل من السعودية ومصر خونة وعملاء لأمريكا؟ كيف يقبلون منهم الفلوس اليوم؟ حشرات!! فكما ضحوا بآلف فلسطيني من أجل القضية، أفلال يستطيعون التضحية بمليار دولار من أجل القضية؟ أم أن دماء ألف فلسطيني أرخص من مليار دولار؟ والله حيرتونا...


ثالثاً: وجود أيدي خفية تبعبص في العالم: لم يفهم العرب حتى اليوم كيف تدار السياسة ... وأنه لا يوجد أحد يراقب الناس . كل ما هنالك أن هناك رؤوس أموال قوية تحاول جاهدة – بشتى السبل – الحفاظ على أرباحها. كيف؟ شركة جنرال موتورز مثلا مستعدة تحرق الأخضر واليابس لتدعم رئيس جمهورية يسعى لتخفيض أسعار النفط لتزداد مبيعاتها... صعبة؟! اللوبي الصهيوني، ممكن يحرق الأخضر واليابس ليدعم رئيس جمهورية يحقق له أهدافه في إسرائيل... صعبة؟ أين دور العرب... ها!!!




تخيل وجود لوبي عربي في الولايات المتحدة، يهدد برفع أسعارالنفط عن العالم إذا لم يحقق الرئيس المرشح أهدافه مثلا.. ماذا ستكون النتيجة؟... يا جماعة ليس هناك أياد خفية تبعبص فينا، وإنما هناك أساليب جديدة لتسويق الأفكار وللتعامل مع باقي البشر نحن لا نفقهها... وكما قال مرة أحد المحللين السياسيين الاقتصاديين العظماء الذي استضافته مرة القناة الفضائية السورية العظيمة، أن حماس ستنتصر لأنه الحق معها!!! فقط لأن الحق معها!!! وكأنه يتابع فلم هندي يتزوج في نهايته البطلين ويعيشان بسعادة وهناء فقط لأن الحق ينتصر لوحده!!!مجرد لعب على العواطف دون مغزى





باختصار، كل هذه الأطراف تلعب على العواطف، وتسعى جاهدة لتغييب العقل العربي، لتزيد من ميوله العاطفية ومن قدرته على تصديق التفاهات والخرافات الماورائية. قتحية لكل من بقي في رأسه دماغ شغال


تحية