Monday, November 2, 2009

هل يقرأ المسؤول؟

إن كثرة الحديث عن تردي الأوضاع التعليمية بشكل خاص، والمعيشية بشكل عام، قد أخذت حيزا كبيرا من صفحات سيريانيوز. إلا أن، وكما يقول جبران، الشجرة التي تنمو في العتمة، لا تعطي ثمرا. وإذا كان مسؤولوا البلد، غافلين عما يكتب في صفحات سيريانيوز، فعلى الأقل، وجب عليهم الاطلاع على ما يكتب خارج سيريانيوز.
وهنا، أقصد تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية. فبعد أن أصدرت الأمم المتحدة تقريرها، قامت جهات عربية، برئاسة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بإعداد دراسة حيادية، تحت إشراف الأمم المتحدة، خاصة بالدول العربية. وكم كنت أتمنى أن تظهر ردود فعل سورية على هذه الدراسة كونها معمقة وشاملة.
كوني أعشق الجداول والأرقام، قمت بالقفز إلى نهاية التقرير المكون من 300 صفحة، لأبحث عن الجداول والأرقام التي تشبع شغفي الإحصائي..
إليكم بعضا من النتائج التي ظهرت في هذا التقرير:
أولا، يبلغ معدل الأمية للبالغين (فوق 15 عاما) 17,5% وهو رقم مرتفع إذا ما قورن بالدول التي حازت على المراكز الأولى الكويت، الأردن، فلسطين، الإمارات،قطر، البحرين، السعودية وثم ليبيا.
تتشابه سوريا مع معظم الدول العربية من الناحية السياسية الداخلية، حيث أن الجميع دون الصفرمن ناحية حرية التعبير، بينما من ناحية السيطرة على الفساد فإن سوريا تقع في المراتب الثلاث الأخيرة متجاورة مع كل من السودان، الصومال والعراق (شيء مؤسف). نفس الموقع احتلته سوريا من حيث حرية الصحافة.
الأكثر خجلا، هو التعليم العالي، حيث لدينا معدل الالتحاق بالتعليم العالي متدن (15%) نتفوق فيه على كل من جزر القمر، جيبوتي، السودان، المغرب، موريتانيا واليمن. المستوى التعليمي بشكل عام في سوريا يجعلها في الدرجة التاسعة بين نظيراتها العرب، بينما لا توجد لدينا (حسب التقرير) في سوريا أرقام عن نسبة الميزانية المخصصة للتعليم من قبل الدولة.
ينص التقرير، على أن تقنية المعلومات، هي داعم أساسي لتطوير البنية التعليمية (حكومتنا أطال الله عمرها تؤكد ذلك أيضا) فإن الأرقام لا تؤكد ما تدعيه الحكومة.. عدد الحواسيب لكل ألف شخص في سوريا 40 وهو ما يجعلنا نتذيل القائمة من جديد مع كل من جيبوتي موريتانيا، المغرب، مصر والجزائر. أما (حدث ولا حرج) فإننا نتطابق مع الإمارات من حيث كلفة استخدام الإنترنت، إلا أننا نتخلف عنها كثيرا من حيث عرض حزمة الإتصال، حيث يبلغ عرض الحزمة في كل من الإمارات وقطر 900 بت أما في سوريا فهو الأسوء عربيا بعد اليمن حيث يبلغ (0,9 بت) حيث لا يوجد أي دولة عربية يبلغ فيها عرض الحزمة رقما تحت الواحد!!!
وضع التمنية البشرية مزر، غذا ما قورن ببعض الدول العربية، ومبك إذا ما قورن بكثير من دول العالم. أتمنى من الحكومة (أطال الله عمرها مرة تانية) أن تنظر إلى هذه الأرقام بعين حزينة، وتقول: هممممم لازم نتصرف
لمزيد من المعلومات، يمكنكم تحميل التقرير بالكامل باللغة العربية من الموقع http://www.mbrfoundation.ae/English/Documents/AKR2009-Ar/AKR-Ar.pdf حيث تجدون الجداول في نهاية التقرير.