Friday, January 30, 2009

النصر الإلهي





في هذه الأوقات المضطربة، حيث تعصف بالعالم الأزمة الاقتصادية، حرب غزة، الحرب على العراق، تنصيب قيادة جديدة في الولايات المتحدة... يكثر اختلاف الآراء... لم أعد احتمل أحادية الرؤية التي نتميز بها نحن الشعوب العربية.



فمن دعاة القومية البعثيين، إلى الأخوان والسلفيين إلى المتساهلين بحق الإنسانية، أجد نفسي مضطرا للتعبير... كل من سبق ذكرهم، وجوه لعملة واحدة... وهي الاستبداد.



لا أدري إن كان ما يقوله صديقي محمد صحيحا، من أننا نختلف جينيا عن باقي شعوب العالم، وهذا ما يجعلنا متخلفين. وأن السبب الجيني لا يمكن حله، وأننا سنبقى هكذا... لدي إيمان راسخ بأن الإنسان (وهو الإله على هذه الأرض) قادر على فعل المستحيل، متجاوزاً القيود الجينية. وذلك بالعمل والتعلم والجهد وتفتيح الدماااااااغ.


ما ينقصنا بالفعل هو الدماغ، أو بصورة أدق، استخدام الدماغ... وإليكم بعض أوجه إغلاق الدماغ التي أراها تتوهج أمامي من شدة وضوحها، بينما تخفى على معظم بني جلدتي من العرب



أولاً: فضيحة حماس في غزة: يصر الجميع على اعتبار المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني انتصارا؟؟ لماذا؟ لأن هنية لم يمت هو وأتباعه... لم أسمع أحدا من قبل اعتبر مجزرة صبرا وشاتيلا نصراً، ولا أي من المجازر التي ارتكبتها اسرائيل على مر تاريخها، تم تسجيله على أنه نصر... يا جماعة، هذه مجزرة ارتكبها جيش مسلح بحق شعب أعزل... أين الانتصار؟







ثانياً: وقاحة حماس في غزة: منذ الرصاصة الأولى، توجهت أصابع الاتهام إلى كل من مصر والسعودية وانتشر كلاب الأخوان والجهاديين على صفحات الانترنت في حملة جهاد إلكتروني ضد مصر والسعودية (نسيوا كل مشاكلهون الحقيقية وتوجهوا إلى طواحين الهواء كالعادة) مدعين أنهم السبب فيما حدث للفلسطينيين في غزة. ثم – وبكل وقاحة – مدت السعودية يد المعونة (وهي ليست بصعبة على دولة نائمة على مليارات) إلى يد الشحادة حماس، والتي لم تعلن أي رفض لهذه المعونات!!!! أقل ما يوصف به مسؤولوا حماس أنهم حشرات. لأنه وحده الحشرة، هو الذي يرضى أن يقبض فلوس من من يعتبره خائن... أليس كذلك؟ ألم يعتبروا كل من السعودية ومصر خونة وعملاء لأمريكا؟ كيف يقبلون منهم الفلوس اليوم؟ حشرات!! فكما ضحوا بآلف فلسطيني من أجل القضية، أفلال يستطيعون التضحية بمليار دولار من أجل القضية؟ أم أن دماء ألف فلسطيني أرخص من مليار دولار؟ والله حيرتونا...


ثالثاً: وجود أيدي خفية تبعبص في العالم: لم يفهم العرب حتى اليوم كيف تدار السياسة ... وأنه لا يوجد أحد يراقب الناس . كل ما هنالك أن هناك رؤوس أموال قوية تحاول جاهدة – بشتى السبل – الحفاظ على أرباحها. كيف؟ شركة جنرال موتورز مثلا مستعدة تحرق الأخضر واليابس لتدعم رئيس جمهورية يسعى لتخفيض أسعار النفط لتزداد مبيعاتها... صعبة؟! اللوبي الصهيوني، ممكن يحرق الأخضر واليابس ليدعم رئيس جمهورية يحقق له أهدافه في إسرائيل... صعبة؟ أين دور العرب... ها!!!




تخيل وجود لوبي عربي في الولايات المتحدة، يهدد برفع أسعارالنفط عن العالم إذا لم يحقق الرئيس المرشح أهدافه مثلا.. ماذا ستكون النتيجة؟... يا جماعة ليس هناك أياد خفية تبعبص فينا، وإنما هناك أساليب جديدة لتسويق الأفكار وللتعامل مع باقي البشر نحن لا نفقهها... وكما قال مرة أحد المحللين السياسيين الاقتصاديين العظماء الذي استضافته مرة القناة الفضائية السورية العظيمة، أن حماس ستنتصر لأنه الحق معها!!! فقط لأن الحق معها!!! وكأنه يتابع فلم هندي يتزوج في نهايته البطلين ويعيشان بسعادة وهناء فقط لأن الحق ينتصر لوحده!!!مجرد لعب على العواطف دون مغزى





باختصار، كل هذه الأطراف تلعب على العواطف، وتسعى جاهدة لتغييب العقل العربي، لتزيد من ميوله العاطفية ومن قدرته على تصديق التفاهات والخرافات الماورائية. قتحية لكل من بقي في رأسه دماغ شغال


تحية

1 comment: