Wednesday, June 17, 2009

إلى رئيس تحرير سيريانيوز

عزيزي رئيس تحرير سيريانيوز

أليس من الغريب أن سيريانيوز لم تنشر أي خبر عن الانتخابات الإيرانية بعد... هل هناك خوف رسمي من وجود ثورة في بلد ديكتاتوري متخلف صديق مثل إيران؟ هل أنتم خائفون على أحمدي نجاد لدرجة أنكم تخفون أخبار الثورة الوشيكة ضده؟ ألستم تعتمدون الحياد؟ أين الخبر؟؟؟ ولو مجرد خبر يا عزيزي... أعتقد أنكم بالفعل كما تم وصفكم... صحيفة ناطقة باسم رغبات الحكومة بصورة أكثر حضارية من الإعلام السوري التقليدي...



أن دفن الرؤوس في التراب هو عادة معيبة، ولئن كنتم تتجنبون الكلام في المحظور خوفا على مؤسستكم من التصفية، فإن نشركم لخبر عن المظاهرات المتقدة في شوارع إيران، ليس فيه مساس لا بجلالة الحاكم تعالى، ولا حتى بهيبة الدولة، ولا حتى يعتبر مناهضة للاشتراكية




ولكن سبب امتناعكم عن نشر مثل هذه الأخبار معروف.. (بدك تسألني ليش)
الثورة، كما البضائع، يتم استيرادها وتصديرها... هل يخفى عليك أن الثورة الفرنسية تم تصديرها إلى كامل أوروبا؟ أو أن الثورة الكوبية تم تصديرها إلى كافة أمريكا اللاتينية، لا بل حتى الثورة الإسلامية الإيرانية سيئة الذكر، أليست أحد أهم أسباب "الصحوة" الدينية في العالم العربي، لا بل في العالم أجمع؟! إن خوفكم (كديكتاتوريات) من هذه الثورة مبرر، فأصدقائكم الديكتاتوريون، مهددون، وأنتم معهم تخافون أن تخسروا الدعم... ولكن مهلا!!!! مالي أخاطبك وكأنك عضو حزب سياسي؟! وكأنك تمثل حركة سياسية؟! ألست رئيس تحرير؟! لماذا أشعر أنك لا تقف على الحياد مطلقا؟! لمَ أشعر أنك جزء من منظومة التخلف السورية؟ ولست إلا لبنة أخرى من لبنات هذه المقبرة التي تدفننا يوما بعد يوم تحت الرماد... تحت الحضارة بعيدا عن كل ما بلغه العالم...



هل أنتم مهددون بإغلاق موقعكم إذا نطقتم بحرف واحد عن إيران؟! ألهذه الدرجة نحن نعبد إيران؟ ألم يكن من الميسور الحديث وبكل سهولة عن فتح، مبارك، العاهل السعودي، الأردني، الليبي... ولكن ماذا جرى؟ إيران خط أحمر؟! هل زاد عدد المنزهين عن الخطأ واحدا... فبعد أن اعتدنا على عبادة شخص واحد (وهو الحاكم بأمر البعث جل جلاله)جائنا حسن نصرلله، وبلغ سدرة المنتهى، فأصبح مقدسا لا يعلوا صوت فوق صوته، ثم جاء اسماعيل هنية، والآن... اليوم يصبح أحمدي نجاد أحد الشخصيات التي لا يجوز لنا كسوريين المساس بقداسته...


شكرا سيريانيوز... شكرا من القلب


مع تحياتي

التعبان

* مناهضة الاشتراكية، هي تهمة، ذهب ضحيتها آلاف المثقفين السوريين، فكلما نطق أحدهم (أيام المرحوم الخالد) عن سوء الأوضاع المعيشية، تم إرساله إلى (بيت خالته) بتهمة مناهضة الاشتراكية... المضحك المبكي في هذا الأمر هو أن معلمنا الحالي (حفظته الآلهة) قرر إلغاء الاشتراكية... ولكن رغم ذلك، فهو لم يحاكم بتهمة "مناهضة الاشتراكية" أتسائل أحيانا، هل تم إلغاء هذه المادة من القانون السوري، أم أنها لم تكن موجودة أصلا؟!

No comments:

Post a Comment